سالبي كليشيان – لحن السلام حلّ في قلبي
اعتادت أمي خلال طفولتي أن تصطحبني إلى مدرسة الأحد، حيث كان حقّ كلمة الله يُزرع في قلبي. في سن الرابعة، بدأتُ بإنشاد ترانيم وأغانٍ روحيّة، حيث ولّد فيّ الترنيم في كنيسة سان فارتان فرحًا قلبيًا. خلال تلك الفترة، غالبًا ما شهدتُ لأصدقائي عن إيماني وعن الخلاص الذي يمنحه الرب. ولكن أصدقائي كانوا يهزأون بي قائلين: "إن الأمور التي تكلميننا عنها ليست لنا، أخبريها للعجزة. نود التمتّع الآن بحياتنا." وهكذا في مرحلة من المراحل بدأت أنجذب لطريقة تفكيرهم، وأتساءل إن كانت وجهة نظرهم صحيحة وإن كانوا فعلاً على صواب، الأمر الذي جعلني أستسلم لمعتقداتهم. ولكن ما إن فعلت، حتى شعرت أنني فقدت سلامي الداخلي! لم يطل الوقت حتى خررتُ أمام الرب بدموع وصلّيت قائلة: "يا رب! حين كنتَ لي، كان الفرح يملأ قلبي؛ ولكن حين ابتعدتُ عنك، فقدتُ سلامي!" في تلك الليلة عينها، رأيت الرب في حلم وهو يدعوني باسمي: "سالبي! سالبي! أنا هو الطريق والحق والحياة، سِيري في طريقي!" وللحال غمرني الفرح والسلام من جديد. كنت في السابعة عشرة من عمري حين سلّمت حياتي للرب ولإرشاده، مُدركة دعوة الله لي "أن أرنم له". إذ ذاك أدركت كيفية إعدادي واختياري للترانيم التي عزمت أن أرتِّلها، فبدأت أرى قوَّة عمل الله داخل قلب الإنسان، إن في حياتي أو في حياة من يسمعني. صار كياني الداخلي مذبح عبادتي، حيث استمتعت بحضور الرب، ما بدّل بالأغاني العبادة الحقّة. إنّ الرب يرفعني لأعظِّم اسمه القدّوس،
فهو أصبح في صُلب ترانيمي ومحور تسبيحي. ومن دون قوّته، لا يمكنني الاستمرار. إنه مصدر ألحاني، وهو يستخدمني لأشهد للناس من خلال الموسيقى وكلمات التسبيح. كلّ المجد والعبادة لاسمه القدوس! لقد منحني الله زوجًا وثلاثة أولاد، نعبد الرب معًا، وهو غايةُ عبادتنا العائليَّة وشكرنا. كما أنه يمنحنا فرصًا عديدة لنعظِّمه في بلدان مختلفة، من خلال حفلات روحيّة وحملات انتعاشيَّة. فللرب المجد على الدوام.