فيكان أسكدجيان - صوته دعاني
أنا لاعب سابق في كرة السلَّة. لعبت لمدَّة أكثر من عشرين سنة مع الفرق اللبنانيَّة، واثنَي عشر عامًا مع المنتخب اللبناني. أحرزت مع هذه الفرق بطولات محليَّة وعربيَّة وآسيوية وقاريَّة حيث، لعبت مع لاعبين كبار. كما شاركت مع فريق الحكمة ببطولات عالميَّة أيضًا. رزقنا الرب أنا وزوجتي ولدين، وهي بدروها لاعبة كرة سلّة، شاركت في منتخب روسيا والمنتخب اللبناني. فنحن كعائلة نحب لعبة كرة السلَّة. يواجه لاعب كرة السلّة بالإجمال مغريات كثيرة، إذ لا بدَّ أن تؤثِّر الشهرة في حياته وسلوكه، الأمر الذي جعلني أنخرط في أمور ربما لا يعرفها الكثيرون عني. أخذت أعيش حياة السهر ومارست مختلف أنواع التسليات علَّها تمدّني بالسعادة والفرح اللذين كنت أفتقر إليهما. بدت هذه الحياة في البداية ممتعة، ولكنها لم تعطني السعادة التي طالما بحثتُ عنها. تعرّفت في وقت من الأوقات بأصدقاء يحضرون الكنيسة، فلاحظتُ أنهم مختلفون. رافقتهم في البداية كمشاهد، ولكنهم صاروا يشجِّعونني على قراءة الكتاب المقدَّس. كنت في تلك الفترة أعاني من الإحباط إذ لم يكن المستقبل واضحًا بالنسبة إليّ. صحيح أنني مشهور من جرّاء لعبة كرة السلّة، ولكنني شعرت بالفراغ القلبي باستمرار. صرت أحضر الكنيسة بانتظام وأداوم على دراسة الكتاب المقدّس وتفسيره، والصلوات، وبتُّ ألاحظ كم أنَّ هؤلاء الأشخاص الذين كنت أجتمع معهم مختلفون. كان ارتيادي الكنيسة يتوقّف في أيام الصيف لأنني أتلهّى بالسباحة والنزهات والنشاطات الأخرى. كانت كلّ الأمور والملذات متاحة لي في سن الثامنة عشرة. طبعًا ندمتُ على أمور كثيرة قمتُ بها، ولكنها في الوقت عينه ساهمت بدفعي إلى الإحباط أكثر وإلى البحث عن السعادة التي تملأ الكيان والتي لا يمكن أن يفهم معناها شخص لم يختبرها. هذه السعادة التي ليست آنيّة، بل ترافقنا في كلّ الظروف والأحوال. أوصلني الإحباط إلى حائط مسدود، فالتجأت إلى الصلاة طالبًا من الرب أن يغيِّر حياتي كي أصير مثل هؤلاء الإخوة والأخوات المختلفين عن بقية الناس. فبالرغم من ظروفهم الصعبة كانوا يتمتّعون بالفرح والسلام، وهم لا يشتمون ولا يسرقون ولا يسكرون... خرجت كلمات صلاتي من أعماق قلبي، وقلت للرب: "يا رب، أنا أخجل أن أذهب إلى الكنيسة بعد أن قاطعتها لفترة من الزمن. أرجوك أن ترسل مَن يدعوني لمرافقته إلى هناك. فإن كنت تريدني أن أخصّص حياتي لك، وأنال الحياة الأبدية التي بتُّ أعرف عنها من خلال كلمتك، أرجوك أن تسمع لي." اعترفت للرب أنني بمفردي لا يمكنني التغيُّر وأنني لا
أستطيع التوقّف عن ارتكاب الخطايا التي باتت كثيرة
في اليوم التالي، بينما كنت أتعلّم الصياغة بمُساعدة خالي، وخلال فترة الاستراحة، ذهبت على الدراجة النارية برفقة ابنه لتناول طعام الغداء، فالتقيتُ أحد الإخوة الذي ناداني قائلاً: "ﭬيكان! لمَ لم نعُد نراك في الكنيسة؟ سأنتظرك يوم الجمعة المقبل. حتى وإن لم تقدر، مرّ بنا في وقت آخر، إذ نحن نتمرّن على لعبة كرة السلّة." حصلت هذه الدعوة ربما في غضون دقيقتين وفي سرعة البرق بينما كنا على الدراجة الناريَّة، ولكني فهمت إذ ذاك أنَّ الرب يناديني ويريد لي أن أتغيَّر فعلاً. قصدت الكنيسة يومي الجمعة والأحد، كانت الاجتماعات رائعة، ولكن الأهمّ أنني كنت مستسلمًا لمشيئة الرب فسلّمته حياتي. غيّرني الرب مذ ذلك الحين بعد أن باءت بالفشل كلّ محاولاتي تغيير نفسي بمجهوداتي الخاصة. لقد تحوّلت حياتي كلّيًا مع الرب يسوع، وأرشدني الروح القدس أن أقرأ الكتاب المقدّس بفرح لأتعرّف بالرب أكثر. ثم في فترة معيّنة، عقدنا اجتماعات صلاة في بيتنا، وحاليًا أخدم ليس فقط من خلال الرياضة، بل من خلال الكنيسة التي أسّسناها في منطقة سكننا. لم يكن ليحصل كلّ هذا التغيير لولا تدخّل الرب يسوع في حياتي. الرب ينتظر من يأتي إليه لكي يجري في حياته تغييرًا. يجب ألا تقف خطايانا مهما كانت كثيرة حائلاً أمام تسليم حياتنا للمسيح.
ربَّما لا تزول كلّ صعوبات الحياة، ولكنْ ثمة فرح تنالونه لا يمكنني أن أخبركم به، إذ يجب أن يختبره الإنسان شخصيًّا. لي مع الرب يسوع حوالى العشرين عامًا، ولست أندم على تلك السنوات التي بها غيَّر المسيح حياتي بقوَّته وعمل صليبه. طبعًا إنّ الحياة مليئة بالتقلّبات صعودًا ونزولاً، ولكن إيماني بالرب يسوع راسخ، إذ هو جاء إلى هذا العالم ليترك لنا مثالاً فنتّبع خطواته. الحياة مع المسيح رائعة ومليئة بالبركات الروحيَّة. فهيا اكتشفوا هذه المحبّة المدهشة، إذ أحبّنا المسيح ونحن بعد خطاة وبذل نفسه من أجلنا.