شهيدة ميخائيل – اختبرت القوة المغيِّرة
اختبرت القوة المغيِّرة:
ابتدأ أخي يتردَّد على إحدى الكنائس، وشرع يشهد للإيمان فيما جيَّشت عليه أهل بيتي . استمررتُ بالهجوم على أخي إلى أن رتّب الرب وابتدأت أشاهد القنوات
الفضائية المسيحية وغايتي من ذلك أن أعرف كيف يفكِّر الآخرون. وإذ كنت في زيارة لابن عمّي الذي كان بدوره مؤمنًا بالمسيح، سألني: "هل تقرئين الكتاب المقدَّس؟" أجبته بأني أقرأ الكتاب المقدَّس وأني متديّنة وأعرف التعاليم الصحيحة. ثم أخذت أتَّهم الآخرين الذين انتمى إليهم أخي بأنهم يستميلون الناس من خلال المال الذي يدفعونه لهم، وأنَّ كلّ من يلتزم إيمانهم فإنما لأجل مصالح معيّنة. لم يمضِ وقت طويل حتى مررت بعارض صحّي كان له تأثيرٌ كبيرٌ في حياتي. وفيما كنت أشاهد هذه القنوات وأنا ما أزال طريحة الفراش لمسني أحد البرامج، فبدأت أُدوّن وأكتب ما يلمس قلبي من هذا البرنامج. وهكذا صرت أستيقظ في الصباح باكرًا كي أتابع هذا البرنامج.
كنت أظن أني بأعمالي الصالحة وخدماتي سأكون مقبولة من حيث إنني أجمع زادًا للسماء. واعتبرت أني أعرف الإنجيل من خلال الطقوس والشعائر. وعندما كانت تُفتح الأحاديث الروحيَّة حول الكتاب المقدَّس في العائلة كنت أعتبر نفسي عالمة به، إلى أن سمعت الآية من 2تيموثاوس 16:3 ،"إنَّ الكتاب بكلّ ما فيه، قد أوحى به الله؛ وهو مفيد للتعليم والتوبيخ والتقويم وتهذيب الإنسان في البرّ."
إذ ذاك أدركت أنَّ الإنجيل هو كلمة الله الصادقة، وأن كلمته حيّة وفعّالة ومرشد لي في طريق هذه الحياة، في حين أني من قبل كنت أمرُّ مرور الكرام على قراءة الكتاب المقدَّس. هذه الآية حفزتني على قراءة الكتاب المقدَّس بعمق. فتحت قراءتي للإنجيل عينيّ على حقيقتي كإنسانة خاطئة أحتاج إلى التبرير في المسيح وطلب الخلاص من خلال عمله الكفاري عني على الصليب. هكذا غيَّرني المسيح بعدما أعطتني قراءة كلمته معنى لحياتي وسلوكي. صار الكتاب المقدَّس مرجعي في أي قرار أريد أن أتَّخذه في حياتي. وتعلّمت أنَّ الرب ينظر إلى الاستقامة في السلوك، لدرجة أني صرت أتكلَّم عن المسيح وأشهد عنه في الكتابة والمرافعة وخلال زياراتي للمساجين وأثناء النشاطات التي أقيمها في بلدتي في شمال لبنان. لقد فهَّمني الرب أنّ الصوم والنذور لا تكفِّر عن خطايا الإنسان ولا تبرِّره في الوقت الذي يكذب مثلاً لكي يربح قضيَّة ما. لقد كان لسان حالي قبل أن أومن بالمسيح: "الكذب الذي يقود إلى الخير، أفضل من الحقيقة التي تؤلم."
لكن حين آمنت بالمسيح وصار هو ربِّي وإلهي غالبًا ما آثرت الصمت على تقديم ما هو مغاير للحقيقة، طالبةً أن يهتم الروح القدس بالإخراج اللازم. لقد تبدَّل إيماني بالكامل. كان في الماضي إيمانًا مبنيًّا على حسابات وشروط وحقوق بيني وبين الله. فمقابل إيماني به، عليه أن يحفظني ويحفظ عائلتي ويوفِّق عملي ومادّياتي، أما اليوم فأومن أننا ورثة في الآلام كما أننا ورثة في المجد أيضًا. وهكذا صرنا أنا وأخي الذي حاربته طويلاً صفًّا واحدًا نشهد لعمل المسيح المغيِّر في حياتنا، تلك القوَّة التي غيَّرت حياة أخي ثمَّ حياتي، وهي ما تزال تغيِّر. إنَّ فرحي بالمسيح الذي غيَّرني يفوق كلّ وصف. صار هو سلامي ومصدر تعزيتي ونبع سروري وكلّ مستقبلي.