قصص حقيقيّة


شربل شمعون – القوَّة المغيِّرة بَنَت بيتي


نشأت خلال الحرب اللبنانية، وكان همّي الأول الاستمتاع بملذات الدنيا كسائر الناس. لم أكن أعرف شيئًا عن الرب يسوع ولا عن الله. توفي أبي وأصيبت أمي بمرض السرطان، الأمر الذي جعلني أملّ من الحياة لدرجة أنه لم يعد يجذبني شيء على الإطلاق، حتى الأمور التي كانت تستهويني وتجذبني.
لذلك لجأت إلى عالم الزنى، لعلِّي أجد اللذة والسعادة فيه، كما تعرّفت بمجموعة من الشباب يتعاطون المخدرات. هؤلاء كانوا يعرفون فتيات أجنبيات حيث كنا نستأجر شاليه لنتعاطى المخدرات وطبعًا ممارسة أمور أخرى. مضى بي الأمر على هذا المنوال حتى شعرت بتعب شديد. ظننت أنَّ المسكر والمخدِّر هما الوسيلتان الوحيدتان اللتان تنسيانِني تعبي ومشاكلي التي أتخبَّط بها ولو لفترة قصيرة، ولكن كنت أستفيق حين يزول مفعولهما لأجد نفسي غارقًا أكثر فأكثر في مزالق عميقة. لم أفكِّر بالله مرة واحدة، إذ إنني شعرت أنني بعيد عنه بعدًا لا يمكن إصلاحه، ولم أسأله عن سبب ما يحصل لي أو السبب الذي جعلني أصل إلى هذا الحضيض. كنت متزوجًا ولديّ ولدان، إلا أنني كنت أعيش في الوقت نفسه مع امرأة أجنبية. لم أخصّص وقتًا لعائلتي أو لزوجتي، بل فضلت العالم والسكر والخيانة الزوجية كانت زوجتي تقوم مع الأولاد بزيارة أهلها في نهاية كلّ أسبوع، وأنا أستغل هذه الفرصة لأتسكّع مع أصحابي هنا وهناك. فالمنزل أشعرني باليأس، لذلك ما كنت أعود إليه إلا عند المساء. وبطبيعة الحال أهملت عائلتي ومسؤولياتي العائلية ولم أسأل عن أحوالهم أكانوا بخير أم لا، وهذا يتضمن احتياجاتهم الكثيرة التي ما كانت تهمني أو تعنيني. وحين كانت زوجتي تسألني عن المال،
أفتعل مشاجرة، الأمر الذي جعل أهل بيتي يتجنّبونني. كنت قاسيًا جدًّا، وكثيرًا ما عذبتهم، حتى إنّ ابنتي كانت تخاف مني فتهرب إلى الغرفة أثناء وجودي في المنزل لكي تتجنّبني. قليلاً ما كانت تحدِّثني أو تتواصل معي. كانت معاطاتي وسلوكي نابيين، فبدلاً من أن أقرع الباب للدخول، كنت أرفسه بقوة بقدمي. في أحد الأيام عدت عند بزوغ الفجر من المعاملتين حيث سهرت ليلتي، فمررت على المنزل لأغتسل وأزيل عني رائحة الخطية التي مارستها، وبذلك أوهم زوجتي وأهلها بأنني بتُّ ليلتي هناك إذ كنت قد دُعيت إلى تناول الطعام عندهم. طبعًا لم تكن زوجتي والأولاد في المنزل، إذ كانت كعادتها تقضي نهاية الأسبوع في منزل والديها. وفيما أنا ذاهب لموعدي عندهم مررت من أمام كنيسة، فسمعت ترنيمة تقول: "حرّرني يسوع من عبودية إبليس." حين سمعت هذه الترنيمة، تبعت الصوت ودخلت الكنيسة التي كانت في طابق أرضي. حين وصلت شعرت وكأنّ ضبابًا يغلِّف المكان، فركعت على الأرض لأنّ رِجليَّ لم تعودا تحملانني، وبدأت أبكي. كنت في داخلي أتساءل ما الذي يدفعني إلى البكاء! ولأول مرّة منذ طفولتي صلّيت طالبًا من الرب أن يوضِّح الأمور لي. ردّدت طلبتي حوالى عشر مرات، إذ لم أكن أعرف كيف أصلي أو كيف أطلب من الله. إذ ذاك حصل لي شيء غريب، إذ شعرت بأحدهم يكلّمني ويقول لي: "هل تريد أن ترتاح؟" التفتّ لأنني ظننت أنّ القسيس يكلّمني، ولكني لم أجده بقربي إذ بعدما صلّى لأجلي تركني وحيدًا. ظلَّت هذه الكلمات تتردَّد في ذهني: "هل تريد أن ترتاح؟" فأغمضت عينيّ وقلت لصاحب الصوت: "نعم، أريد أن أرتاح."
عندئذٍ شعرت براحة فائقة لا توصف وبفرح كبير لم أشعر به في حياتي كلها. كان هذا اليوم مفصليًّا بالنسبة لي، لأنني تقابلت مع الرب يسوع وسلّمته حياتي. ومذ ذلك اللقاء المجيد تغيّرت حياتي بالكامل: صرت أعود باكرًا إلى المنزل متسائلاً إن كان بإمكاني التخلّي عن التدخين والمخدِّرات والسهرات التي كنت عبدًا لها. وصرت أحث ابنتي على الصلاة، فكانت تتعجّب من التغيير الظاهر في سلوكي وتصرفاتي. بدأت أنمو في الحياة الروحيّة، إذ اتخذت قرارًا باتّباع الرب والتعرّف به أكثر فأكثر. طلبت كثيرًا من الرب أن يهبني القوة لأتغلّب على ما كان يكبِّلني ويأسرني في الماضي. وفعلاً أعطاني النصرة والغلبة. ونتيجة لهذا التغيير الذي فاجأ أفراد عائلتي، قرّرت زوجتي أن ترافقني إلى الكنيسة، حيث سلّمت حياتها للرب هي وابنتي بدورهما، فنمونا في الإيمان كعائلة. كلّ هذا كان بفضل عمل المسيح المغيِّر والمبدِّل. فمحبته أبت أن تراني أسير في طريق جهنم وأن أستمر في عمل الشر... وأقولها بملء الفم الآن: "نعم، حرَّرني يسوع من عبودية الشيطان والعادات السيئة، حرَّرني من فعل النجاسة والخيانة وإدمان المخدرات والمسكر... وها أنا الآن ولد من أولاد الله، مبرَّر بنعمته وأعيش لمجده. أشكر الرب على الدوام."

لقراءة المزيد اطلب الكتاب وال DVD المجّاني



هل تحتاج القوة المغيرة في حياتك؟